الذهب Gold، هو معدن ثمين وعنصر كيميائي يرمز له بالرمز Au. وهو لين ولامع أصفر اللون، استخدم كوحدة نقد عند العديد من الشعوب والحضارات والدول، كما أنه يستخدم في صناعة الحلي والجواهر.جمال الذهب يؤهله ليكون المادة المفضلة لصناعة هذه المجوهرات المصممة بدقة.
قيمة الذهب تؤهله لأن يكون الأسلوب النقدي الأساسي لتسديد الديون العالمية. الصورة لمخزن الذهب بالبنك الفيدرالي الاحتياطي بنيويورك الذي يحفظ احتياطي الذهب لكثير من الدول في خزائنه.
والذهب هو واحد من العناصر التي عرفت منذ القِدَم. وقد كان امتلاك الذهب بلونه الأصفر البراق والجذاب علامة تدل على الثراء لآلاف من السنين. وقد عرف قدماء المصريين كيف يُطرق الذهب لصفائح رقيقة، لدرجة نحتاج معها لما يقرب من 367,000 صفيحة للحصول على مجموعة صفائح رقيقة يبلغ سُمكها 2,5 سم. وخلال القرون الوسطى، نشأ علم كامل قائم بذاته يسمى الخيمياء نتيجة المحاولات التي بذلت لصنع الذهب بطرق اصطناعية.
ولابد من خلط الذهب بفلز آخر إذا أردنا صنع جسم صلب منه كقطعة مجوهرات مثلاً. ويسمى هذا الخليط سبيكة. وسبائك الذهب تقاس بالقيراط، والقيراط يساوي واحدًا من أربعة وعشرين جزءًا. وهكذا، فإن الذهب عيار 24 قيراطًا هو الذهب النقي. وذهب عيار 18 قيراطًا يتكون من 18 جزءًا من الذهب و6 أجزاء من فلز آخر.
وينصهر الذهب النقي عند درجة حرارة 1,064,43°م. ويغلي عند درجة 2,807°م، وينتمي للمجموعة (1) بالجدول الدوري للعناصر. أما وزنه الذري فهو 196,967، وعدده الذري هو 79 . وكثافته تعادل 19,32جم/سم§ عند درجة حرارة 20°م. ويمكن إذابته في خليط من حمض الكلور، والنتريك والمسمى الماء الملكي.
يتبلور الذهب في فصيلة المكعب، النظام الكامل التماثل (سداسي الثماني الأوجه Hexoctahedral). والشكل الغالب على البلورات هو ثماني الأوجه. وقد تكون البلورات في هيئة مفلطحة أو شجرية متشابكة. ويوجد المعدن غالبا في هيئة صفائح غير منتظمة الشكل أو قشور أو كتل. الصلادة = 2.5 – 3، الوزن النوعي = 15.6 – 19.3. قابل للسحب والطرق. ولا يوجد انفصام ومكسره مسنن. اللون أصفر ذهبي فاقع أو فاتح تبعا لكمية الفضة المختلطة مع المعدن.
يتركب المعدن كيميائيا من عنصر الذهب ولو أنه غالبا يحتوي على كميات متفاوتة من الفضة (قد تصل إلى 40%)، وكذلك يحتوي على الحديد والرصاص والبزموت .. الخ. ويعرف الذهب الذي يحتوي على كميات عالية من الفضة (من 20 إلى 40%) باسم الاليكتروم. ينصهر المعدن بسهولة. درجة الانصهار 3 (1063ºم) ولا يذوب في الأحماض المختلفة ولكنه يذوب في الماء الملكي (مخلوط حمضي الهيدروكلوكري والنيتريك).
يتميز المعدن عن بعض المعادن الكبريتيدية المشابهة (البيريت والكالكوبيريت) وعن الميكا الصفائحية ذات البريق الأصفر بواسطة قابليته للطرق ووزنه النوعي العالي وعدم قابليته للذوبان في الأحماض. الذهب ولو أنه عنصر نادر إلا أنه يوجد منتشار في الطبيعة بكميات ضئيلة. ويوجد الذهب في الطبيعة على حالتين: (1) في موضعه (رواسب أولية). (2) في التجمعات (رواسب منقولة).
يستعمل الذهب بكميات كبيرة في صناعة الحلي والعملات الذهبية وتستنفد صناعة الأسنان وبعض الأجهزة العلمية كميات صغيرة.
لفتت خصائص الذهب الفيزيائية والكيمياوية اهتمام الملوك والتجار فما أن اكتشفت كميات وافرة منه حتى بدأ يزيح كل البضائع الأخرى التي استخدمت معادلاً عاماً للبضائع ووسيلة تبادل بينها. ويأخذ دور النقد بامتياز. منذ القرن الثامن قبل الميلاد تم استخدام الذهب مفرداً أو إلى جانب الفضة نقداً في المستعمرات اليونانية من آسيا الصغرى وفي جميع ممالك مصر القديمة إلى فينيقيا وبابل وآشور.
استُخدم الذهب سبائك موزونة قبل أن يسك قطعاً ذهبية نقدية، فقد حدث أن فرعون مصر ميناس الأول قام في العام 3400ق.م بإصدار سبيكة ذهبية موزونة تحمل ختمه، وشيئاً فشيئاً وعلى نحو غير منتظم وفي بلدان مختلفة بدأ ينتشر هذا الشكل الأولي من النقد الذهبي: سبائك ومثلثات وقضباناً وحلقات دائرية أو حلزونية ذات وزن معروف. وهكذا حل الذهب محل نحو مئة سلعة كانت معتمدة لدى مختلف شعوب العالم للقيام بوظائف النقد وقسم الذهب إلى قطع بأوزان محددة ثم سميت وحدات النقود لاحقاً بأوزان هذه القطع في مناطق مختلفة من العالم. فما الليرة والدولار والفرنك سوى أوزان لقطع نقدية ذهبية كانت متداولة بين الناس. وأصغر كتلة من المعادن الثمينة كانت الحبة الإنكليزية وتعادل 0.648غ ثم البنس penny وهو يساوي 24 حبة. وكانت حبة القمح أول معيار لقياس الذهب.
وبدءاً من عصر الحديد الذي أصبح عصر الذهب في أوربا وحتى بداية القرن العشرين أخذ النقد الذهبي، وإلى جانبه الفضة أحياناً، دور المعادل العام للقيم ووسيلة للتداول وأداة للادخار، أي قام بجميع وظائف النقد.
بسبب الخصائص آنفة الذكر تحوّل الذهب من بضاعة نقد إلى نقود ذهبية. فقد عرفت البشرية في أثناء تطورها عدة أنظمة نقدية معدنية: نظام الأساس الذهبي وفيه يتم سك نقود من معدن الذهب تتمتع بخاصتي حرية الضرب والقوة الوفائية غير المحدودة، وإلى جانب هذه القطع النقدية الذهبية كان يتم تداول قطع نقدية مسكوكة من الفضة أو النحاس أو النيكل لتسهيل عمليات التبادل الصغيرة ولكن هذه القطع لا تتمتع بخاصتي النقد الذهبي الرئيستين؛ نظام الأساس الفضي في البلدان التي لم يتوافر لها الذهب بكميات كافية لتغطية عمليات التبادل؛ ونظام المعدنين وفيه تحدد وحدة النقد بقطعة من الذهب وكذلك بقطعة من الفضة بوزن وعيار محددين لكل منهما. وفي هذا النظام يتمتع كلا المعدنين الذهب والفضة بخاصتي النقد الرئيستين: حرية الضرب (سكهما نقوداً) والقوة الوفائية غير المحدودة، وتكون هناك علاقة قانونية ثابتة بين المعدنين وعلاقة تجارية متبدلة بحسب العرض والطلب على المعدنين في السوق. وكان هناك نظام المعدنين المتوازيين وفيه تسك النقود من معدني الذهب والفضة دون تحديد علاقة ثابتة بينهما.
وقد أجريت إصلاحات كثيرة على الأنظمة النقدية المعدنية لم تستطع كلها مواجهة المشكلات التي كانت تعاني منها هذه الأنظمة، كما لم تعد كميات المعدنين الثمينين: الذهب والفضة كافية لتغطية عمليات التبادل المحلية وبين الشعوب إضافة إلى تآكل القطع النقدية أثناء تداولها وخسارتها جزءاً من وزنها مع مرور الزمن مما دفع إلى التفكير بإصدار النقود الورقية.
كان يتعذر إصدار النقد الورقي وإقناع الناس بتداوله لأنه عديم القيمة بذاته. لهذا بدأت المصارف إعطاء مودعي النقد الذهبي لديها إيصالات تبين القيمة المودعة في صندوق المصرف ويحق للمودعين استرداد كمية النقد الذهبي المودعة بموجب هذه الإيصالات متى شاؤوا. وبالخبرة اكتشف المصرفيون أن أصحاب الودائع يستردونها مجزأة بما يبقي في صندوق المصرف على نقود ذهبية كبيرة يمكن مقابلها منح بعض الزبائن الموثقين إيصالات (أوراق مصرفية) على شكل قروض لتسهيل أعمالهم. وهكذا تحول الذهب من قطع معدنية متداولة إلى تغطية ذهبية لإصدار الأوراق النقدية المتداولة. وتحولت التغطية الذهبية من تغطية كاملة تجعل النقود الورقية مجرد نقود تمثيلية للذهب المحفوظ في صناديق المصارف إلى تغطية مرنة تسمح للمصارف بإصدار نقود ورقية أكثر من الذهب الموجود بخزائنها على أن تلتزم استبدال الذهب بهذه الأوراق متى تقدم بها حاملها للاستبدال. ومن ثم نظمت الحكومات قاعدة التغطية على أساس إلزام المصارف بالاحتفاظ بكمية من الذهب تعادل نسبة دنيا من مجموع الأوراق التي تصدرها لضمان قدرتها على استبدال الأوراق المصدرة عند الطلب بما يحمي حقوق المودعين.
بقي إصدار النقود الورقية على قاعدة التغطية الذهبية الكاملة، المرنة أو النسبية سائداً في كل الدول، على الرغم من الصعوبات التي كانت تواجهه (تضخم الأسعار، عجز المصارف عن استبدال الذهب بأوراقها، اضطرار الحكومات لفرض التداول الإجباري) حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى واضطرار الدول المتحاربة إلى المزيد من تمويل عملياتها العسكرية فأوقف استبدال الذهب بالأوراق المصرفية وفرض التداول الورقي في معظم دول العالم وخاصة في الدول الصناعية المتحاربة.
ولكن بعد نهاية الحروب كانت الدول تلجأ للعودة إلى نظام التغطية الذهبية أو الفضية لإعادة الثقة بعملاتها الوطنية من جهة ولتسهيل المبادلات الاقتصادية الدولية من جهة أخرى وذلك بإيجاد مقياس موحد لقيمة السلع والخدمات المتبادلة. فكل دولة تحدد سعر نقدها بمعادل من الذهب (قطعة من وزن وعيار محددين) وتعتمد هذا السعر في تسوية حساباتها مع الخارج (تسديد قيم الصادرات والواردات).
وهكذا شكلت قاعدة الذهب Etalon-Or أساس النظام النقدي الوطني والدولي بين عامي 1870و1914. وفي مؤتمر جنوة المنعقد في عام 1922 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى اعتمد المؤتمرون من الدول الصناعية قاعدة القطع الذهبي Etalon-Devise-Or في تسوية المبادلات الدولية، إذ أعتمد الذهب عملة وطنية أو عدة عملات أخرى قابلة للإبدال بالذهب مثل الدولار والجنيه الإسترليني عملة حسابية في التسويات الدولية. وهذا يعني أن الذهب أساسٌ في الإصدار النقدي كما يعني أنه أساس نقدي في المبادلات الدولية.
في المدة من 4 إلى 12 تموز من عام 1944 عقد مؤتمر دولي في بريتون وودز في الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة إقامة نظام نقدي دولي يسمح بتسهيل المبادلات الاقتصادية بين الدول على قاعدة من التنافس العادل بعيداً عن لعبة رفع سعر صرف عملاتها الوطنية أو خفضه. أقرت في هذا المؤتمر أسس نظام نقدي دولي يقوم على تحديد أسعار صرف ثابتة للعملات الوطنية مع إمكانية تصحيح هذه الأسعار عند الضرورة. بموجب النظام المعتمد يحدد كل بلد عضو في صندوق النقد الدولي سعر تكافؤ لعملته (سعر صرف) مقابل الذهب أو مقابل الدولار وسعر الدولار محدد هو أيضاً بمعادل ذهبي:
أونصة الذهب = 31.15غ = 35 دولاراً.
والتزمت الولايات المتـحدة الأمريكية استبدال الذهب بالدولار للمصارف المركـزية التي تطلب ذلك. كما تعهدت جميع الدول الأعضاء في الصندوق بالمحافظة على استقرار أسعار صرف عملاتها بالذهب أو الدولار في حدود ±10%
أما الرواسب الموضعية (الأولية) فتشمل الوجود في عروق مائية حارة – أهمها العالية الحرارة ولو أنه يوجد في الأنواع الأخرى – ذات اصل ناري حمضي. ويوجد مصاحبا الذهب في هذه العروق معدن البيريت بصفة شائعة . وكذلك توجد معادن أخرى تشمل كالكوبيريت جالنيا ، ستبنيت ، تتراهيدريت ، سفاليريت ، أرسينوبيريت ، تورمالين ، مولبندنيت ، وبعض هذه المعادن قد يحتوي على الذهب الذي يوجد مختلطا بها وليس في حالة اتحاد كيميائي. وتتحل هذه المعادن بسهولة عند تعرضها للعوامل الجوية على السطح الأمر الذي يؤدي إلى انطلاق الذهب وتجمعه في الرواسب السطحية الناتجة من التحلل والتفتت وبذلك يسهل استخلاصه. والذهب الموجود في العروق المختلفة يكون في هيئة دقيقة جدا لا يرى بالعين المجردة ولكن مثل هذا الذهب يمكن استخلاصه بواسطة الطرق الكيميائية ، والصخر الذي يحتوي على ذهب قيمته حوالي 45 قرشا في الطن الواحد يمكن استغلاله اقتصادية. فاذا علمنا أن قيمة الذهب في الوقت الحاضر حوالي 50 جنيها فإن نسبة الذهب الموجودة في الطن من الصخر تقدر بأقل من 0.001%.
وعندما تتحلل العروق الحاملة للذهب بالعوامل الجوية وتتفتت فإن الذهب ينطلق إلى الرواسب السطحية، وقد يبقى في التربة الموضعية بالقرب من مصدره أو ينتقل بواسطة السيول والأنهار ليترسب على شواطئها مكونا التجمعات النهرية. ونظرا لوزنه النوعي العالي فإن الذهب ينفصل عن المعادن الحقيقية الأخرى المكونة للرمال والحصى. وينتج عن ذلك أن يتجمع الذهب ويتركز عند النتوؤات التي تعترض مجرى النهر أو السيل أو في الفجوات في قاع مجرى النهر. وتتكون بذلك رواسب الذهب المعروفة باسم التجمعات. ويوجد الذهب في هذه الرواسب في هيئة حبيبات مستديرة أو مفلطحة. أما الذهب الناعم جدا فإنه قد ينتقل مسافات طويلة بواسطة الأنهار ، ويستخلص التراب المحتوي على الذهب في الماء الجاري فيترسب الذهب في القاع بسرعة في حين تظهر الأتربة والمعادن الخفيفة على السطح أو تكون معلقة وتفصل عن الذهب.
توجد العروق الحاملة للذهب في الأماكن الهامة الآتية: ولايات كاليفورنيا ونيفادا وداكوتا الجنوبية وآلاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الراند The Rand في الترنسفال باتحاد جنوب أفريقيا ، وغرب أستراليا ، وجبال الأورال ، واقليم أونتاريو بكندا. أما رواسب التجمعات فتوجد في ولايات كاليفورنيا وكلورادوا وألاسكا ، وفي أستراليا وسيبريا. تنتج منطقة الراند بجنوب أفريقيا 0بالقرب من جوهانسبرج) ما يقرب من 40% من إنتاج العالم للذهب. ويوجد الذهب في هذه المنطقة الغنية منتشرا في طبقة من صخر الكونجلوميرات التي تميل ميلا حادا وتمتد مسافة 90 كيلومترا في الاتجاه الشرقي الغربي.
أما في مصر فيعتبر الذهب أكثر المعادن انتشارا في الصحراء الشرقية حيث يوجد في حوالي 50 منطقة ، وقد فتح قدماء المصريين المناجم في معظمها واستخلصوا منها الذهب إلى درجة كبيرة. ويمكن تقسيم هذه الأماكن حسب مكان وجودها في الصحراء الشرقية إلى ثلاثة أقسام هي:
الجزء الشمالي الأوسط: ويشكل مناجم مختلفة وأهمها أبو جريدة وسمنة وعطا الله وأم عش والفواخير ، وهذه يمكن الوصول إليها من النيل عن طريق قنا – القصير.الجزء المتوسط الأوسط: ويشمك مناجم أوب دبا وزيدان وكريم وأم الروس. الجزء الجنوبي الأوسط: ويشمل مناجم البرامية والدنجاش وحمش وحنجلية والسكرية وعتود وكردومان. وهذه يمكن الوصول إليها عن طريق ادفوا – مرسى علم ، والأربعة الأخيرة قريبة من البحر الأحمر.